الولايات المتحدة: استخدام متهوّر للمروحيات لتخويف المتظاهرين
يمنات – وكالات
ردت الشرطة وغيرها من قوات إنفاذ القانون على الاحتجاجات الشعبية السلمية إلى حد كبير في أنحاء الولايات المتحدة بالقوة المُفرطة وغيرها من الأساليب التعسفية، في كثير من الحالات. وهذا الأسبوع، هدّدت المتظاهرين بمروحيات عسكرية.
في الأول من يونيو/حزيران عند حوالي الساعة 10 مساء في واشنطن العاصمة، حامت مروحية من طراز “يو إتش -72 أيه لاكوتا” (UH-72A “Lakota”) تابعة لـ”الحرس الوطني” في مقاطعة كولومبيا وتحمل شارة “الصليب الأحمر” ومروحية أخرى على الأقل من طراز “بلاك هوك” (Blackhawk)، على علو منخفض فوق متظاهرين خرجوا بعد فرض حظر تجوال في المدينة بأكملها. تحطمت أغصان الاشجار وتطايرت مخلفاتها بفعل الريح القوي المنبعث من مراوح الطائرات.
“استعراض القوة” هو تكتيك عسكري أميركي شائع يُستخدم لترهيب الخصوم وتخويفهم. لكن التحليق على علو منخفض فوق رؤوس المتظاهرين واستخدام دوامات الهواء الناجمة عن المراوح لتفريقهم أمر متهور وخطير. في ظل هذه الظروف، كان ذلك استخداما مفرطا للقوة، محظورا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. قال طيار عسكري أمريكي سابق لـ “هيومن رايتس ووتش” إنه استخدم تكتيكا مشابها لقمع واحتجاز المتمردين المشتبه فيهم في أفغانستان. يمكن لسرعة الرياح التي تولّدها مروحيات تحوم على علو منخفض رفع الأشياء والتسبب في أضرار خطيرة، وقد تؤدي إلى الإصابة أو الوفاة. تزيد هذه المخاطر في البيئات الحضرية المزدحمة، حيث يكون لأي خطأ عواقب وخيمة.
يثير استخدام مروحيات تحمل شارة الصليب الأحمر مخاوف أخرى. الشارة هي رمز متعارف عليه عالميا للمساعدة الطبية ومحميّ بموجب “اتفاقيات جنيف”. يُحظَر إساءة استخدامه بموجب الاتفاقيات، ولا مكان له في “استعراض للقوة” أو محاولة لتفريق المتظاهرين بالقوة. أشارت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” في تعليق لها إلى أن الاستخدام الصحيح للشارة في زمن السلم مهم “لضمان فهم معناها والغرض منها فهما جيدا واحترامهما وعدم تقويضهما”.
أعلن قائد الحرس الوطني في مقاطعة كولومبيا عن فتح تحقيق في الحادث. أفادت تقارير بأن الأمر باستخدام المروحيات صدر عن الرئيس دونالد ترامب، الذي أعرب بعد ذلك عن دعمه للطيارين المعنيين.
تجسّد الاحتجاجات الشعبية في جميع أنحاء الولايات المتحدة على مدى الأيام العشرة الماضية، والتي أثارها مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس في 25 مايو/أيار، الغضب والإحباط الأوسع نطاقا من استهداف قوات إنفاذ القانون المتكرر للسود، وإفلاتها من العقاب في كثير من الأحيان، فضلا عن أوجه عدم المساواة الراسخة بين الأعراق في البلاد.
الاستجابة التعسفية وذات الطابع العسكري للاحتجاجات في واشنطن وغيرها تعزز الحاجة الملحة إلى تغييرات شاملة وعميقة لمعالجة العنصرية البنيوية في الولايات المتحدة والاستثمار في المجتمعات المحلية بدلا من الشرطة كحلّ للمشكلات المجتمعية مثل الفقر، والتشرّد، وتعاطي المواد التي تُسبّب مشاكل صحية، وقضايا الصحة العقلية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.